حقق المنتخب الإسباني بطل أوروبا والعالم فوزاً ودياً كاسحاً على المنتخب السعودي بخماسية نظيفة في المباراة التي جمعت بين الفريقين مساء الجمعة على ملعب باثارون بإقليم بونتي فيدرا.
أحرز الخماسية الإسبانية بيدرو "هدفين " وكازورلا وتشافي والعائد من الإصابة ديفيد فيا من ضربة جزاء في أول هدف له منذ ما يقرب من 10 أشهر.
لم يجد المنتخب الإسباني الذي دخل اللقاء بتشكيلة أغلبها من الاحتياطي ،أية صعوبة في فرض سيطرته التامة على مجريات اللقاء وبأقل مجهود أمام المنتخب السعودي الذي إكتفى لاعبوه بالحضور الى ملعب المباراة دون أن ينجحوا في تقديم أنفسهم بشكل طيب أمام العالم.
عانى الأخضر من ضعف الأداء الدفاعي بفضل الطريقة التي إعتمد عليها ريكارد بنصب مصيدة التسلل الامر الذي سهل كثيراً من مهمة الإسبان،كذلك لم تكن هناك ملامح واضحة للأداء الهجومي للفريق ،ولم تفلح تغييرات المدير الفني الهولندي في إدخال أي جديد على أداء الفريق.
وكانت أمام المنتخب السعودي الفرصة لتحقيق إستفادة أكبر من خلال هذه التجربة ،لكن عدم التنظيم داخل الملعب والميل للفردية والطريقة التي خاض بها ريكارد اللقاء والتي لم تكن واضحة أساسا ،وضعف اللياقة والبطئ الشديد كلها عوامل حالت دون تحقيق الإستفادة الكاملة.
رغم غياب العديد من العناصر الأساسية عن صفوف الماتادور ،إلا أن التشكيلة الإسبانية نجحت في فرض سيطرتها على منطقة الوسط في بداية اللقاء وحاولوا الإختراق أكثر من مرة عن طريق إنطلاقات توريس لكن الدفاع السعودي كان يقظاً في البداية.
الأخضر السعودي دخل اللقاء بتحفظ وحذر دفاعي منطقي لما لا وهو يواجه أبطال العالم وأوروبا على ملعبهم حتى مع عدم إشراك الأسماء الكبيرة أمثال إنييستا وتشافي وراموس وكاسياس والونسو وغيرهم.
الدقيقة 9 وبعد العديد من المحاولات نجح توريس في ضرب الدفاع السعودي وأصبح في وضع منفرد بالمرمى لكنه لم يروض الكرة بالشكل المطلوب ليهدر فرصة مؤكدة لإحراز أول أهداف اللقاء.
لم تكن هناك أي ملامح هجومية لأداء الاخضر السعودي في ظل عدم قيام الثلاثي الدوسري والجاسم وجيزاوي بأدوارهم في تخفيف الضغط على الدفاع ونقل الهجمة بشكل منظم الأمر الذي جعل الشمراني وحيداً معزولاً في الأمام،رغم أن الفرصة كانت مهيأة أمام نجوم الأخضر لتنظيم هجمات مرتدة سريعة في ظل وجود مساحات شاسعة في الدفاع الإسباني المرتبك.
التنظيم الدفاعي الجيد للأخضر السعودي في البداية لم يدم كثيراً ،ونجح الثلاثي فابريجاس وبيدرو وكازورلا في فتح العديد من الثغرات وتشكيل خطورة حقيقية على المرمى السعودي خاصة في ظل إعتماد الفريق على نصب مصيدة التسلل لإفساد الهجمات الإسبانية.
في الدقيقة 23 إنطلق مونريل الظهير الأيسر الإسباني ورواغ كل من قابله ودخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية إرتدت من يد الحارس السعودي وليد عبدالله لتجد سانتي كازورلا الذي لم يجد أية صعوبة في إيداع الكرة بالمرمى.
كاد أن يكون الرد السعودي سريعاً للغاية من خلال الظهور الأول الحقيقي لهجوم الفريق في الدقيقة 26 عندما أرسل البيشي كرة عرضية رائعة حولها الشمراني برأسه بشكل أروع تجاه المرمى لكنها مرت بجوار القائم الإسباني ليضيع هدف جميل على الأخضر.
إستغل المنتخب الإسباني التقدم السعودي للهجوم ونجح في خطف الهدف الثاني عندما نجح بيدرو في ضرب خط الدفاع السعودي بتمريرة من توريس لينفرد بوليد عبدالله ويضع الكرة من فوقه بشكل مهاري رائع في الدقيقة 27.
الهدفان لم يغيرا الكثير في أداء الفريق فلم يطور الفريق السعودي أداؤه الهجومي،ولم يتوقف الإسبان عن غزواتهم الهجومية التي كادت أن تسفر عن هدف ثالث بتسديدة قوية من كازورلا إرتدت من القائم في الدقيقة 38 وتوالت بعدها العديد من الفرص الخطيرة التي كانت كفيلة بزيادة غلة الاهداف.
دخل الأخضر السعودي الشوط الثاني بدون إجراء أي تغييرات ،فيما أجرى ديل بوسكي تغييرين بإشراك راموس وتشافي بدلا من فابريجاس وخوان فران.
وقبل أن تمر الدقيقة الثانية على إشراكه نجح تشافي في إضافة الهدف الثالث من تسديدة قوية من ضربة ثابتة فشل وليد عبدالله في التصدي في الدقيقة 47.
وواصل الماتادور سيطرته التامة على مجريات اللقاء وبأقل مجهود ونجح في تهديد المرمى السعودي في هجمات متتالية،وقام ديل بوسكي بتعزيز هجومه بشكل أكبر بعدما دفع بديفيد فيا بدلا من توريس.
الغريب أن ريكارد لم يتدخل فنياً لإجراء أية تغييرات في صفوف الأخضر رغم حاجته الشديدة لتجديد دماء الفريق والدفع بأسماء جديدة سواء في الدفاع أو الهجوم لتحسين الصورة،وإنتظر حتى الدقيقة 58 ليدفع بعبد المجيد الرويلي بدلاً من تيسير الجاسم.
في الدقيقة 60 وفي ظهور هجومي أول للأخضر السعودي هذا الشوط على عكس سير اللعب إنطلق منصور الحربي في الجبهة اليسرى وأرسل كرة عرضية قابلها الشمراني برأسه لكنها مرت فوق العارضة.
دفع ديل بوسكي بمزيد من أسلحته بإشراك الثنائي إنييستا وسيلفا بدلاً من بوسكيتس وكازورلا،ونجح الظهير الأيسر مونريل المتألق في الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 62 إنبرى لها العائد من الإصابة ديفيد فيا وأحرز منها الهدف الرابع.
حاول ريكارد تنشيط صفوفه لتحسين الصورة ،فدفع بحمد الحمد بدلاً من عبد الرحيم جيزاوي،ثم عاد ودفع بمعتز الموسى بدلاً من عبد العزيز الدوسري على أمل التصدي للسطوة الإسبانية على منطقة الوسط،في الوقت الذي دفع فيه ديل بوسكي بكاسياس بدلاً من فالديز.
في الدقيقة 28 ضرب البديل سيلفا الدفاع السعودي بتمريرة طولية في العمق لينفرد بيدرو بالمرمى وينجح في تسجيل الهدف الخامس بكل سهولة من فوق وليد عبدالله.
أجرى ريكارد تغييرا جديدا بإشراك محمد السهلاوي بدلا من ناصر الشمراني الذي خرج مبتسماً من الملعب بشكل غريب،وبالطبع فإن كل التغييرات التي أجراها الفريق لم تأت بجديد على الأداء.ثم عاد وأشرك محمد عيد وياسر الشهراني بدلا من هوساوي والحربي وبدت تغييرات ريكارد وكأنه يمنح لاعبيه الفرصة للمشاركة فقط أمام أبطال العالم لتنتهي المباراة بالخماسية.